الثلاثاء، 7 مايو 2019

معلم خارج الصندوق

يعد موضوع الابداع من الموضوعات التي شغلت الانسان منذ وقت مبكر لما له من اهمية قصوى في حياة البشرية فالمبدع هو من يستشرف المستقبل واضعا الحلول والسيناريوهات الطموحة حياله وهو من يفكر في تحديات الحاضر ويعمل على ايجاد حلول لها وهو من ينظر للماضي بعين ثاقبة لتأطير تلك الجهود وتوظيفها لغد مشرق .

وفي القرن الواحد والعشرين وما يبدو عليه العالم من ثورة علمية وتفانيه هائلة تبدو ظاهرة في جميع مناحي الحياة كنتاج طبيعي لتطور الحضارة الانسانية عبر مراحلها المختلفة منذ العصور البدائية وحتى الان اذ لعب الابداع دورا بارزا ابان تلك الحضارات المتعاقبة فكان الدعامة التي يقف عليها الانسان في مواجهة الطبيعة .

وفي العصر الراهن فرض الابداع نفسه كضرورة من ضرورات الحياة فقوة الامم في القرن الواحد والعشرين اصبحت تقاس بما لديها من عقول مبدعة وفاعلة قادرة على التفاعل مع المعرفة والتقانات المتقدمة وتطويرها اذ ان تساره المعرفة الانسانية يتطلب سرعة مواكبتها للإفادة منها والمساهمة في تطويرها وهذا لا يتأتى الا من خلال ثروة بشرية على درجة عالية من الابداع .

والمعلم المبدع يتبع طرق تعلم إبداعية، ويشجع الأفكار الغريبة والجديدة والمبادأة الذاتية لطلابه ويحل المشكلات التى تقابلة بطريقة ابداعية.

 مفهوم التفكير الابداعى :

  • يعرف على أنه "نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً ويتميز التفكير الإبداعي بالشمولية والتعقيد لأنه ينطوي على عناصر معرفية وإنفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة".

  • أما الشخص المبدع بأنه ” شخص يقوم بحل المشكلات ويبتدع المنتجات ويعرف أسئلة جديدة بصورة منتظمة في منطقة ما بطريقة تعتبر بالدرجة الأولى جديدة ولكنها تقبل حتماً في إطار ثقافي معين “ .

عناصر التفكير الإبداعي:

هناك مجموعة من العناصر الأساسية للتفكير الإبداعي أبرزها الآتي :

  1. الاصالة :

وتعني التميز في التفكير والندرة والقدرة على النفاذ إلى ما وراء المباشر والمألوف من الأفكار، وتعني الخبرة والتفرد، وهي العامل المشترك بين معظم التعريفات التي تركز على النواتج الإبداعية كمحل للحكم على مستوى الإبداع.

  1. الطلاقة :

وهي القدرة على إنتاج أفكار عديدة لفظية وأدائية لمشكلة نهايتها حرة ومفتوحة ، ويمكن تلخيص الطلاقة في الأنواع التالية :

أ-طلاقة الألفاظ: وتعني سرعة تفكير الفرد في إعطاء الكلمات وتوليدها في نسق جيد.

ب-طلاقة التداعي: وهو إنتاج أكبر عدد ممكن من الكلمات ذات الدلالة الواحدة.

ج -طلاقة الأفكار: وهي استدعاء عدد كبير من الأفكار في زمن محدد.

د-طلاقة الأشكال: وتعني تقديم بعض الإضافات إلى أشكال معينة لتكوين رسوم حقيقية.

  1. المرونة :

وهي تغيير الحالة الذهنية لدى الفرد بتغير الموقف وتعني القدرة على توليد الأفكار المتنوعة التي ليست من نوع الأفكار المتوقعة عادة، وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو متطلبات الموقف، وللمرونة مظهران  هما:

أ- المرونة التلقائية: وهو إعطاء عدد من الأفكار المتنوعة التي ترتبط بموقف محدد.

ب- المرونة التكيفية: وتعني التوصل إلى حل مشكلة، أو موقف في ضوء التغذية الراجعة التي تأتي من ذلك الموقف.

  1. الحساسية للمشكلات :

وهي قدرة الفرد على رؤية المشكلات في الأشياء والعادات، أو النظم، ورؤية جوانب النقص والعيب فيها. ويقصد بها الوعي بوجود مشكلات أو حاجات أو عناصر ضعف في البيئة           أو الموقف.

  1. التفاصيل :

وهي عبارة عن مساحة الخبرة، والوصول إلى أفكار جديدة من خبرات  سابقة لدى المتعلم وهي القدرة على إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لفكرة أو حل المشكلة.


اكتشاف الإبداع لدى الطلاب:

كان اكتشاف إبداع الأفراد يتم بعد أن يظهر في صورة قطعة موسيقية ، لوحة فنية ، اختراع علمي ، ... الخ .  وبعد أن أثبتت الدراسات العلمية في مجال الإبداع أن كل شخص يمتلك قدرة على الإبداع بدرجة ما ، كما أن البيئة تؤثر تأثيراً هاماً على نمو هذه القدرة   وصقلها ، لذلك اهتم علماء التربية بالاكتشاف المبكر للإبداع ، واهتم علماء القياس بالبحث عن الوسائل أو المقاييس التي تساعد على قياسها .

ويحدد بعض العلماء أربع مسلمات رئيسة لاكتشاف الإبداع لدى الأطفال ، وهي على النحو التالي :

  1. جميع الأطفال مبدعون بطبيعتهم إلى حد ما .  

  2. بعض الأطفال أكثر إبداعاً من الآخرين .

  3. بعض الأطفال أكثر إبداعاً في بعض الجوانب عن الأخرى .

  4. يمكن أن يندثر الإبداع بواسطة المعلم الذي لا يدرك الأداء ، أو الذي لا يدرك تقدير الطفل أو غير القادر على إظهار إبداع الطفل .

0 التعليقات:

إرسال تعليق