الأحد، 22 سبتمبر 2019

الادارة الاعلامية

     تعمــل المؤسســات الإعلاميــة في عالمنــا المعــاصر في اقتصــاد ديناميــكي للغايــة،  حيــث إن التغــير هــو القاعــدة ،وليــس الاســتثناء، وهــذا التغــير يحــدث في كل الجوانــب الاجتماعيــة والاقتصاديــة والسياســية والتكنولوجيــة والتغــير قــد يكــون فجائيــاً وشــاملاً، أو قــد يكــون بطيئــا، ويحــدث بالتدريــج، ولكــن المهــم أن الأشــياء لا تبقــى أبــداً عــلى حالهــا ســاكنة بــل تتغــير باســتمرار، ويــؤدي هــذا التغــير إلى ظهور المشــكلات التي تواجهها المؤسسات الإعلامية.
  وهنــا نجــد أن الإدارة الناجحــة للمؤسســات الإعلاميــة ،هــي التــي تســتطيع أن تتعامــل مــع مشــكلات التغــير المنظــورة المتوقعــة، بينــما تتخبــط الإدارة الأقــل نجاحــاً مــع المشــكلات الفجائية ، وتلهــث خلفهــا ، والأمــر  يعــود بــلا شــك إلى قــدرة الإدارة عــلى التكيــف مــع البيئــة التــي تعمــل فيهــا المؤسسة.
 يضــاف إلى ذلــك أن الإدارة الإعلامية الناجحــة تحــدد أهدافهــا بوضــوح ، وتضــع الإســتراتيجية الملائمــة لتحقيقهــا ، بينــما تفشــل بعــض الإدارات في إنشــاء أهــداف بوضــوح ، وفي اتبــاع ســبل العمــل للوصــول إليهــا.
 ويرجــع الفــرق بــين الحالتــين إلى القــدرة عــلى اســتقراء البيئــة الداخليــة والخارجيــة للمنظمــة الإعلامية ،ومــا توفــره الأولى مــن عوامــل قــوة وفــرص.
 وقد كان اكتشــاف الحاجــة إلى المعلومــات عــن العــالم المحيــط أول قانــون يشــير إلى أهميــة الإعــلام في حيــاة البــشر، وإذا كان منطــق العــصر يشــير إلى حقيقــة جوهريــة ثابتــة ، وهــو أن العــالم أصبــح قريــة صغــيرة، فإن الاكتشــافات التقنيــة والاتصاليــة المعاصرة تحــول بصــورة متزايــدة كرتنــا الأرضيــة إلى ســاحة إعلاميــة واحــدة.
   والحاجــة إلى الإعــلام أصبحــت ظاهــرة ملحــة لتقريــب شــعوب العــالم بفضــل التقنيــات العاليـة للاتصــال، بــل يمكــن القــول إن (القــوة الإعلاميــة)أصبحــت ســمة العــصر ودلالتــه،  نتيجــة صناعــة الأخبــار والمعلومــات ، وازديــاد اســتهلاكها مــن قبــل الإنســان.
هذا مما جعل من الضرورة الدراسة العلمية والعملية للإدارة الاعلامية .
مفهوم الإدارة الإعلامية:
  أصل كلمة إدارة (Administration) لاتيني بمعنى (ToServe) أي ( لكي يخدم ) والإدارة بذلك تعني "الخدمة" على أساس أن من يعمل بالإدارة يقوم على خدمة الآخرين .
   وفي ظل الاهتمام الذي حظيت به الإدارة إلا أن تعريفاتها التي قدمها العلماء والرواد قد تباينت، شأنها في ذلك شأن كثير من مصطلحات العلوم الإنسانية، فكل منهم قد تأثر بمدخل معين.
   فالإدارة هي النشاط الموجه نحو التعاون المثمر والتنسيق الفعّال بين الجهود البشرية المختلفة العاملة من أجل تحقيق هدف معين بدرجة عالية من الكفاءة , وهي عملية توجيه الجهود البشرية بشكل منظم لتحقيق أهداف معينة, كما أنها عملية اجتماعية مستمرة تسعى إلى استثمار القوى البشرية والإمكانات المادية من أجل تحقيق أهداف مرسومة بدرجة عالية من الكفاءة".
 و يُمكن استخلاص العناصر التالية للإدارة:
• أن الإدارة عملية تتضمن وظائف عدة هي التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة.
• أنها اجتماعية فهي لا تنشأ من فراغ، بل تنشأ داخل مجموعة منتظمة من الأفراد وتأخذ في الحسبان مشاعرهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم.
• أنها وسيلة وليست غاية فهي وسيلة تنشد تحقيق أهداف مرسومة.
• أنها عملية مستمرة.
•أنها تعتمد على استثمار القوى البشرية والإمكانات المادية المتاحة.
• أنها تسعى إلى تحقيق الأهداف بدرجة عالية من الكفاءة.
ماهية القيادة الإدارية في المؤسسة الإعلامية:
يعتمد نجاح المؤسسات الإعلامية بدرجه كبيره على القيادات الإدارية الموجودة فيها لذا فقد اهـتم العلمـاء بدراسة الوسائل التى تضمن الإعداد الجيد للقيادات الإدارية داخل المؤسسات الإعلامية.    
  فالقيادة الإدارية هي القدرة على التأثير فى الآخرين من خلال الأتصال ليسعوا بحماس والتزام الى أداء مثمر يحقق أهدافا مخططة,وهي عملية تفاعل إجتماعى لايمكن أن تتم فى فراغ وإنما يلزم لها إطار من العلاقات والتفاعلات الاجتماعية بين عدد من الأفراد الذين يشكلون جماعة لكى يتبلور من خلالها الدور القيادى ويتحدد من خلالها التأثير والتأثر الذى يتم من خلال هذه العملية الاجتماعية.
  ويمكن وصفها بأنها مجموعة السلوكيات التى يمارسها القائد فى الإدارة الأعلامية والتى تعد محصلة للتفاعل بـين خصـال القائـد والأتبـاع وخصائص المهمة والنسق التنظيمى والسياق الثقافى المحيط وتستهدف حث الأفراد على تحقيق الأهداف المنوطـة بالمؤسسة الإعلامية بأكبر قدر من الفاعلية التى تتمثل فى كفاءة عالية فى أداء الأفراد مع توافر درجة كبيرة من الرضا وقدر من تماسك المؤسسة .
من العرض السابق لتعاريف القيادة نستخلص ما يلى:
 * القيادة سلوك إجتماعى لتحقيق أهداف معينة ومرسومة .
* القيادة تفاعل متبادل بين القائد ومرؤوسيه يؤثر فيهم ويتأثر بهم.
 * القيادة تحقق رضا العاملين وتزيد تماسك المؤسسة .
*القيادة تختلف تبعا للثقافة التنظيمية والبيئة المحيطة .
 *القيادة تشجيع وتعاون وتحفيز وتوليد لروح الفريق بين أفراد الجماعة.
نبذة عن المؤسسة الإعلامية:
في تعريف غير تقليدي نستطيع القول أن المؤسسة الاعلامية : هي مجموعة من النشاطات المتميزة يقوم بها أشخاص يؤدون بعض الأدوار وفقا لبعض القواعد، وتتميز المؤسسة الإعلامية بـأنها تهتم بإنتاج و توزيع
المعرفة (كالإعلان والثقافة) و تعتبر المؤسسة الإعلامية همزة وصل بين أفراد المجتمع
حيث توفر قنوات تربط فيها بين الناس و تربط كل فرد بمجتمعه، و كذلك تقتصر المؤسسة الإعلامية على المجال العام لأن القضايا التي تتناولها هي قضايا عامة تشكّل قضايا الرأي العام( لا تطرح مسائل شخصية )
والمؤسسة الإعلامية فضاء مفتوح و المشاركة فيها من الجمهور تكون إرادية دون إرغام ، تتميز أيضا بربطها لكل القطاعات و المجالات ، وترتبط بالسلطة من حيث التنظيمات القانونية ، وأخيراً تتوحد كل المؤسسات الإعلامية في تلبية الحاجات و الرغبات الجماعية و الفردية .

وسائل مؤسسات الإعلام و خصائصها :
وسائل مؤسسات الإعلام : هي تلك الوسائل التي تستعملها مؤسسات الاتصال الجماهيري
و تشمل ما يلي
1- الوسائل المقروءة: و تشمل كل ما هو مطبوع بهدف التعميم على جمهور المتلقين
مثل : الجريدة ، المجلة ، الكتاب ، اللوحات الإشهارية ....الخ
و تمتاز بإمكانية حفظها و نقلها بسهولة و يمكن للقارئ أن يختار المقال الذي يعجبه
ليقرأه من المطبوعة كما يمكنه أن يعيد القراءة لأي مقالة أو فقرة منها كما تتأثر سلبا أو
إيجابا بمصدر التمويل لهذه الوسائل و يكون فيها رجع الصدى بطئ مقارنة بالوسائل
الأخرى
2- الوسائل المرئية : وتشمل السينما و التلفزيون و التسجيلات المرئية (فيديو كاسيت) و تتميز هذه الوسائل بإشراكها في نقل الصورة المتحركة و الصوت
المباشر إلى المتلقي و من ثمة فإنهما يخاطبان حاستي السمع و البصر كما يمكن أن يحقق
التلفزيون الدور الذي تقوم به السينما في عرض الأفلام ، حيث يحتاج كل من التلفزيون
و السينما إلى مؤسسات كبيرة ورجع الصدى للتلفزيون منخفض نسبيا مقارنة برجع
الصدى في السينما الذي هو أكثر و أوضح من خلال ما يسمى بالشباك حيث يمكن معرفة استجابة الجمهور للفيلم أو العزوف عنه.
3- الوسائل المسموعة: تشمل الإذاعة و التسجيلات الصوتية كالاسطوانات و الأشرطة
و تمتاز الإذاعة بمخاطبتها لحاسة السمع فقط و هي وسيلة لا تكلف المتلقي كثيرا ،لا في المال و لا في الوقت و تختص بجمهورها الواسع بمختلف المستويات و الثقافات ، و ذلك بسبب أن الإذاعة تشرف عليها مؤسسات ضخمة تكون إما حكومية ، و إما مؤسسات خاصة و قد تكون
ذات طابع تجاري أي خاصة بالإعلانات أو إذاعة سياسية غير حكومية التي تشرف عليها
الأحزاب السياسية أما التسجيلات الصوتية كالأشرطة و الأسطوانات في أغلبها تسجيلات موسيقية غنائية ذات طابع ترفيهي يمكن التأكد من رجع صداها من خلال ارتفاع مشترياتها او هبوطها و هي تنتج لجمهور غفير من الناس .
للمزيد من المقالات التدريبية المهمة والقصص التربوية المشوقة يمكنكم الضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق