الخميس، 12 سبتمبر 2019

التوحد

بدأ في الأونة الأخيرة الاهتمام بالاضطرابات النمائية التي تؤثر على الأطفال، وعلى نموهم بشكلٍ طبیعی وعلى مستقبلهم في الحياة، وانطلق هذا الاهتمام من افتراضٍ مفاده أن سرعة التشخيص والتدخل وإيجاد الحلول والأساليب المناسبة لرفع كفاءة هؤلاء الأفراد وهم في سن مبكرة تمكّنهم من مواجهة الحياة بصورة أفضل.

واضطراب التوحّد هو من أكثر الاضطرابات النمائية صعوبة كونه يؤثر تأثيرًا كبيرًا على مظاهر نمو الطفل المختلفة، ويؤدی به للانسحاب إلى  الداخل، والانغلاق في عالم المحيط به. ونتيجةً لذلك، فقد أولى الباحثون والمختصون والمتخصصون اهتماما بدراسة خصائص هؤلاء الأفراد، لاسيما أن تأثير هذه الخصائص يختلف باختلاف مراحل النمو والتطور، وفي الوقت الذي يجد هؤلاء أساليب علاجية فعالة، تكون المخرجات التعليمية المطلوبة أفضل، وتتطلب الممارسات التربوية الجيدة وجوب تعليم مبنيّ على تفهُّم الخصائص والحاجات الفردية.

ومن هذا المنطلق، فإن للمعلمين والآباء أهميةً كبيرةً في حياة الطفل ذوي اضطراب التوحّد.

ومن أجل تقديم حياة أفضل له، فإنه من الضروري التعاون والعمل المهني فيما بينهما، لجعل الأساليب العلاجية أكثر فاعلية، إذ يمتلك الآباء أكبر مصدرٍ للمعلومات عن حياة الطفل اليومية في خارج البيئة الصفية والمدرسية، وأن المعلمون هم الأفضل في تحديد التحديات والإستراتيجيات والفرص المتاحة داخل البيئة المدرسية، وبالتالي يسهم كل منهما كمنظومة واسعة من المعلومات والمهارات في توفُّر رعاية وتدريب أكثر انسجامًا مع حاجات هذه الفئة وخصائصها ومشكلاتها التي أصبحت تشكل لدي بعض المهنيين مفاهيم مغلوطة من بين الذين لا يحيطون بهذا الاضطراب وخصائصه وأساليب التدخل معه.

مفهوم التوحد:

  • التوحّد Autism مشتق من كلمة Autos وتعني النفس أو ذاتي أو ذاتي الحركة Ism وتعني الحالة الغير سوية، وهذا المصطلح Autism مأخوذ من اللغة الإغريقية، وتنقسم إلى  شقين Autos وتعني النفس، وكذلك Ism وتعني الحالة الغير سوية وغير مستقرة، فهي حالة اضطراب، ولا تعني كما يعتقد البعض أن التوحّد هو الانطواء، ويفهم التوحّد هو الشخص المصاب بهذه الحالة، فهو متوحّد بخياله يعاني من ضعف الترابط الاجتماعي مع الغير فضلًا عن التوحّد ناتج عن اضطراب في الجهاز العصبي؛ مما يؤثر على وظائف المخ.

  • تعريف جمعية التوحّد في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عرفوا التوحّد بأنه عبارة عن إعاقة في التطور متعلقًا بالنمو عادة تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وهي تنتج عن اضطراب التوحّد ليسوا على وتيرة واحدة ونمط سلوكي واحد، بل مختلفون، فمنهم شديد التوحّد، ومنهم في حالة اضطراب توحّد أقل شدة.

  • تعريف آخر: التوحّد هو اضطراب نمائي ناتج عن خلل عصبي ( وظيفي ) في الدماغ غير معروف الأسباب يظهر في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ويتميز فيه الأطفال بالفشل في التواصل مع الآخرين وضعف واضح في التفاعل وعدم تطوير اللغة بشكلٍ مناسب وظهور أنماط شاذة من السلوك وضعف في اللعب التخيلي.

  • أو هو أحد الاضطرابات  النمائية التي تصيب الأطفال.  وتتميز هذه الاضطرابات بصفتين مهمتين متلازمتين هما: التأخر في النمو والانحراف في مسار النمو.

  • تعريف جلبر : على أنه أزمة سلوكية تنتج عن أسباب عِدّة تتسم بقصور اكتساب مهارات التواصل والعلاقات الاجتماعية وسلوك نمطي وضعف في مهارات اللعب.


نسبة الانتشار للتوحد :

نتيجةً للاهتمام المتزايد بهذا الاضطراب ونتيجة ظهور أكثر من أداة للتشخيص لحالات التوحّد، فإن هناك اتفاق على أن نسبة ظهور هذا الاضطراب أخذه في التزايد، فقد أشارت بعض الدراسات إلى
 أن النسبة تصل إلى (15-20حالة 10000) لكل حالة ولادة حية.

  • كما أشارت دراسة أخرى إلى  أن النسبة تكاد تصل (1-500) حالة ولادة حية  كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أشارت إلى  إن حالات التوحّد بأنماطها المختلفة وأشكالها تصل
     إلى  (5000000)يمكن وصفهم بان لديهم حالة توحّد أو احد إشكال طيف التوحّد.

انواع التوحد:

وبينما يتم استخدام مصطلح التوحّد بشكلٍ عام، إلا أن هناك أنواع مختلفة من التوحّد:

متلازمة كانير/ اضطراب التوحّد الكلاسيكي

هذا الاضطراب هو الأكثر شيوعًا وحدة لدى الأطفال. وتتسم أعراضه بالآتي: 

  1. تأخر نمو مهارة الكلام. 

  2. تفضيل المصاب البقاء بمفرده ومقاومته الشديدة للتغيير، وقيامه بحركات متكررة (على الرغم من أن اهتمامهم العام قد يكون منخفضًا للأنشطة الأخرى).

  3. كما انه قد لا يستجيب بشكل جيد للأصوات العالية والضوضاء ولا يفهم النكت والتلميحات
    المغرضة والعواطف. وعادة ما يتم الكشف عن هذا النوع في الاطفال الذين هم في سن ثلاث سنوات أو أقل.

متلازمة أسبرجر :

  • تعتبر متلازمة اسبرجر نوع قليل الحدة من أنواع التوحّد، وهي تصيب الأطفال وتستمر
    إلى  مرحلة البلوغ ويشار إليها في بعض الأحيان باسم" توحّد الأداء العالي". 

  • وتكون المشاكل المتعلقة بالتفاعل الاجتماعي والتواصل في هذا النوع أقل مقارنة مع اضطراب التوحّد الكلاسيكي، كما أن المصابين به تمكنوا من القيام باختبارات الذكاء بشكلٍ جيد جدًا وتسجيل درجة متوسطة أو فوق المتوسطة.

ومن ناحية أخرى،إذا ما حدث واهتموا بموضوع معين، فإنهم سيحرصون على معرفة كل شيء يتعلق به وحصر حديثهم عنه.كما أنهم قد لا يستجيبون لمحادثة الآخرين أو يعطونهم فرصة للتحدث أثناء كلامهم.
ويقتصر مستوى التفاعل الاجتماعي للأفراد الذين يهمونهم. 

  • وبسبب تعلق المصابين بمتلازمة أسبرجر بمواضيع معينة، فإنهم قد يجدون صعوبةفي الارتباط مع الآخرين. وهم يأخذون كل شيء بالمعنى الحرفي ولا يفهمون النكات أو السخرية.

اضطراب انفصال الطفولة :

قد يظهر على الطفل المصاب باضطراب انفصال الطفولة أعراضًا مشابهة لأعراض أنواع التوحّد المذكورة
آنفًا. ومع ذلك، فينبغي ملاحظة أن مراحل النمو (التواصل واللغة والمهارات الحركية وغيرها)  في هذا النوع تكون طبيعية حتى سن الثانية أو الثالثة.

بعد ذلك، قد يبدأ المصاب بفقدان المفردات بشكلٍ أسوأ من المصابين باضطراب التوحّد الكلاسيكي.
بالإضافة إلى  ذلك، تتضرر المهارات الحركية والاجتماعية بشكلٍ كبير إلى  الدرجة التي قد يفقد من خلاله التحكم بالمثانة.كما يعاني الأطفال المصابون بهذ النوع من مستويات منخفضة للغاية في الذكاء. وتصيب هذه الحالة الأولاد
أكثرمن البنات. وعلى الرغم من توفر علاجات للحد من تطور هذه الحالة، إلا أنه لا يمكن معالجتها بشكلٍ كامل.

للمزيد عن التوحد يمكنكم الضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق