الخميس، 12 سبتمبر 2019

المواطنة الرقمية

في ظل الثورة الرقمية والتقدم التكنولوجي الهائل، وما تقدمه من تسهيلات في حياة الافراد وايجابيات الاتصال والتواصل على نحو جيد، إلا أن آثارها السلبية تبرز مع التمرد على القواعد الأخلاقية والضوابط القانونية والمبادئ الأساسية التي تنظم شؤون المجتمع، ليأتي هنا دور المواطنة الرقمية في وضع سياسة وقائية تحفيزية، وقائية ضد أخطار التكنولوجيا، وتحفيزية للاستفادة المثلى من إيجابياتها.
المواطنة الرقمية هي مجموع القواعد والضوابط والمعايير والأعراف والأفكار والمبادئ المتبعة في الاستخدام الأمثل والقويم للتكنولوجيا، والتي يحتاجها المواطنون صغارا وكبارا من أجل المساهمة في رقي الوطن، المواطنة الرقمية باختصار هي توجيه وحماية، توجيه نحو منافع التقنيات الحديثة، وحماية من أخطارها، أي أنها التعامل الذكي مع التكنولوجيا.
ويشير البعض أن المواطنة الرقمية عبارة عن منهج يحاول تحميل الآباء والمعلمين مسئولياتهم في التعامل مع هذا التحدي الضخم، وهو أيضا يحاول أن يوجه البحث العلمي حتى يعمل على إيجاد الوسائل المثلى لتوجيه النشء وحمايته، وتسعى المواطنة الرقمية لإيجاد الطرق المثلى التي تحمي المراهقين والأطفال، دون الوصول إلى حالة من التحم الحاد وخاصة أنه عمليا أصبح من المستحيل التحكم فيما يطلع عليه الأطفال والمراهقون على شبكة الانترنت ومن خلال الموبايل.
وانطلاقا من ذلك حرصت العديد من الدول المتقدمة مثل بريطانيا والولايات المتحدة وكندا على أن تدرس لطلابها في المدارس مواضيع خاصة بالمواطنة الرقمية في إطار منهج التربية الرقمية، كما نجد في نفس الإطار المشروع الذي وضعته أستراليا تحت شعار "الاتصال بثقة: تطوير مستقبل أستراليا الرقمي" والذي ينص على تعميم تدريس المواطنة الرقمية للطلاب مع تدريب الآباء والمعلمين عليها وفق خطة وطنية متكاملة، كما تخطط فرنسا لجعل موضوع المواطنة الرقمية قضية وطنية كبرى


  • المواطنة الرقمية-بحسب المنهج الأسترالي-تعني تزويد الطالب بترسانة من المهارات في مجال استخدامات تويتر والتدوين الإلكتروني والفيس بوك، إضافةً إلى إكسابه القدرة على استخدام بعض المواقع الإلكترونية الشهيرة لغرض التعلُّم والدراسة.
  • منهج المواطنة الرقمية يُعلم الطالب كذلك مهارات محورية، مثل مهارات البحث، والتواصل، ومهارة حل المشكلات، إضافةً إلى إثراء معرفته بثقافة بلاده وتاريخها، وتعزيز إيمانه بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية.
  • ويمكن تعريف المواطنة الرقمية كذلك على أنها "المعايير والأعراف المتَّبعة في السلوك القويم والمسئول تلقاء استخدام التكنولوجيا المتعددة، مثل استخدامها من أجل التبادل الإلكتروني للمعلومات، والمشاركة الإلكترونية الكاملة في المجتمع، وشراء وبيع البضائع عن طريق الإنترنت، وغير ذلك".
  • وتُعرّف أيضًا بأنها القدرة على المشاركة في المجتمع عبر شبكة الإنترنت، كما أن المواطن الرقمي هو المواطن الذي يستخدم الإنترنت بشكلٍ منتظمٍ وفعال.

إن مستخدمي التكنولوجيا ينبغي أن يعوا أن عمليتَي البيع والشراء للبضائع والمستلزمات أصبحت تتم بشكل واسع وسريع عبر الوسائط التقنية المختلفة، بما يسمى الآن بالتجارة الرقمية، وإن هذا يستلزم الوعي بتلك العمليات والقوانين المنظمة لها والأخلاقيات التي تحكم سلوك الأفراد أثناء القيام بعمليات التجارة الرقمية بما يجعلهم في النهاية مستخدمين فاعلين الأدوات التجارة الرقمية الحديثة.
عصر التطور الهائل في التكنولوجيا والأجهزة الرقمية، وأحد أکثر هذه الأجهزة انتشارًا هو جهاز الحاسوب
، ومن الأمثلة الأخرى على الأجهزة الرقمية الهواتف الذكية، الساعات الذكية، الكاميرا الرقمية، السبب الرئيسي الذي جعلنا نطلق على هذه الأجهزة " الأجهزة الرقمية " هو أنها تتعامل وتتخاطب بلغة 0\1 ؛ وسمي هذا العالم بهذا الاسم لأننا أصبحنا نعتمد وبشكلٍ كبير على هذه الأجهزة في حياتنا.
هم من ولدوا قبل وجود التقنية الرقمية لكنهم مقتنعين بها وبتأثيرها في المستقبل، لذلك تبنَّوا العديد من الجوانب التكنولوجية، لكنهم كمن يتعلمون لغةً جديدة في مرحلة متأخرة من حياتهم.
هم الذين ولدوا خلال ثورة التكنولوجيا أو بعدها وتفاعلوا مع التكنولوجيا الرقمية منذ سِنّ مبكرة، ولديهم قدر كبير من الإلمام بهذه المفاهيم.
المواطن الرقمي ينبغي أن يكون متمكنًا من مجموعة من المهارات ليستحق هذا اللقب، ومن ذلك على سبيل المثال أن المواطن الرقمي هو:
1. مستخدم واثق ومتمكّن من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
 2. يستخدم التقنيات للمشاركة في الأنشطة التعليمية والثقافية والاقتصادية.
 3. يستخدم ويطور مهارات التفكير النقدي في الفضاء الإلكتروني.
 4. مُلِمٌّ بالقراءة والكتابة ولغة الرموز والنصوص والتكنولوجيات الرقمية ويوظِّفها بكفاءةٍ في الفضاء الإلكتروني.
 5. على بيِّنةٍ بالتحديات في بيئات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومتمكّن من إدارتها بشكل فعال.
 6. يستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التواصل مع الآخرين بطرقٍ ذات معنىً إيجابي.
 7. يظهر الصدق والنزاهة والسلوك الأخلاقي في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
 8. يحترم مفاهيم الخصوصية وحرية التعبير في العالم الرقمي.
للمزيد عن المواطنة الرقمية يمكنكم الضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق