الخميس، 12 سبتمبر 2019

التعليم المستمر

في ضوء التحدیات العالمیة التي تواجهنا برز "التعلم المستمر" باعتباره واحدا من مفاتیح تحسین نوعیة الحیاة في القرن الحادي والعشرین، من أجل اكتساب المعرفة والمهارات الجدیدة والاستفادة من الفرص المتنوعة في مجالات العلم والتكنولوجیا، والتعامل مع صعوبات الحیاة في العالم؛ فالاستثمار في التعلیم یؤتي ثماره على مستوى الأفراد والأمم، من حیث الدخل والإنتاجیة، والعمالة، الصحة وغیرها، من أجل القضاء على الفقر وتشجیع التنمیة المستدامة. وقد شرعت الدول المتقدمة في دعم ذلك النوع من التعلیم لیستفید منه الطلاب والمدرسین والموظفین في التعلیم الأساسي والتدریب المهني وبرامج تعلیم الكبار، والطلاب وأعضاء هیئة التدریس في برامج التعليم العالي.

وقد ظهر التعليم المستمر بسبب التغير المستمر وفقاً لمنظور العولمة الذي يُعد من أبرز سمات هذا العصر مما يستدعي عدم الوقوف عند حد معين من العلم نظراً للتطور المستمر والمتسارع الذي يحتاج إلى مواكبة مستمرة لدعم عجلة التنمية المستمرة والتي لا تنتهي، وهو عبارةٌ عن أسلوبٍ تعليميٍ يحرصُ فيه الإنسان على تعلمِ أشياء جديدةٍ طيلة سنوات حياته. لذا يطلق عليه اسم التعليم مدى الحياة،

مفهوم التعليم المستمر:

إن مفهوم التعليم المستمر ليس مفهوما جديدا ساقته لنا التربية الحديثة بل هو مفهوم قديم قدم الحضارات ، كما أنه أمر ملازم للديانات السماوية ، إذ نادت بالتربية المستمرة ضمانا لانتشارها بين الأجيال المتعاقبة ، وبقائها في العصور المتعاقبة .

وللتعليم المستمر عدة مصطلحات تطلق عليه منها:

التربية مدى الحياة " Lifelong Education و التربية المستمرة Continuing Education و" التربية الدائمة " L ' Education Permanente و التعليم المستمر" Continuous Learning .

وكل هذه المصطلحات تتفق على أن التربية عملية مستمرة لا تقتصر على مرحلة معينة من العمر ، أو تنحصر في مرحلة دراسية محددة ، متلاحمة مع سياق الحياة.

ومما قاله "جون ديوي" في هذا النوع من التعلم: " إن التعلم الحقيقي يأتي بعد أن نترك المدرسة ، ولا يوجد مبرر لتوقفه قبل الموت .

ويقصد بالتعليم المستمر، ذلك النوع من التعليم الذي يهدف إلى مساعدة الفرد في مواجهة المتغيرات الحضارية والاجتماعية والتقنية ، سواء في مجال العمل أو المجتمع، تحقيقا للتكامل والترابط بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، وصولا إلى النهوض بها عن طريق حشد الطاقات البشرية وإنمائها، وحشد طاقات البيئة والاستفادة منها وذلك طبقا لخطط وإجراءات تنظيمية، تقوم بدور الوسيط بين هذه الطاقات كمدخلات، وبين المخرجات المستهدفة كنتائج متوخاة.

خصائص التعليم المستمر:

إن التعليم المستمر يستند على عدد من الخصائص التي جعلت له أهمية قصوى تميزه وتعزز من مكانته في سبيل التعاطي مع ما تعيشه المجتمعات ، وهذه الخصائص تتمحور في خمسة أركان هي :

-الكلية أو الشمولية "Totality: وهذا يعني أنها تشمل جميع مراحل الإنسان من المهد إلى اللحد ، وجميع أنواع التعلم الرسمية وغير الرسمية.

-التكامل "Integration" : ويقصد به التكامل بين جميع مصادر المعرفة والتربية من البيت والمجتمع والمدرسة ومراكز التدريب وغيرها مما يشكل عملية التعلم والتربية.

-المرونة"Flexibility": متماشية مع متغيرات العصر ومتطلباته في ما يعلم، وكيف يعلم؟ ولم يعلم؟، تؤمن بضرورة التغيير لوجوده أصلا.

-الديمقراطية"Democratization': تؤكد على حق جميع الناس في التعلم بغض النظر عن الفروق الاقتصادية الاجتماعية الثقافية والعقلية، فهي تربية للجميع.

-تحقيق الذات" Self - fulfillment " : أي أن هذه التربية أو التعليم يسعى لأن يكون الفرد محققا لذاته ومطورا لها ليعيش عيشة متناسقة مع ما يفرضه المجتمع والعصر ، تكيفه مع العوامل المحيطة وتفتح المجال له للإبداع ، وكل ذلك ينعكس في النهاية على مجتمع متقدم متطور تبعا لتقدم وتطور أفراده.


مدى الاستفادة من التعلم الإلكتروني:

الفوائد التي تعود على المتعلم أو المتدرب (1998 Race: )

1-يتعلم ما يريد أن يتعلمه في الوقت الذي يختاره وبالسرعة التي تناسبه: يستطيع كل فرد أن يختار ما يحتاجه فعلا من أي برنامج، كما يمكنه الدراسة في الأوقات التي تناسبه، ويحدد أوقات بدء الدراسة فلا يرتبط بمواعيد تسجيل أو بفترات محددة لبداية الدراسة ونهايتها۔

2- يتعلم ويخطئ في جو من الخصوصية: يختلف الأفراد من حيث قدراتهم الاستيعابية، كما يختلفون في قدراتهم على المواجهة، ومن مزايا التعلم الإلكتروني أنه يتم بمعزل عن الآخرين، بحيث يمنح المتدربين الفرصة للتجربة والخطأ في جو من الخصوصية دون أي شعور بالحرج.

3- يمكنه تخطي بعض المراحل التي يراها سهلة أو غير مناسبة: فلا يحتاج إلى حضور برامج بأكملها لا يحتاج منها إلا إلى أجزاء بسيطة أو بری أنها لن تعود عليه بأية فائدة، فيختار ما يحتجه فعليا، وذلك بمساعدة بعض الاختبارات سواء الذاتية أو عن طريق المرشد.

4- يمكنه الإعادة والاستزادة بالقدر الذي يحتاجه: وذلك إلى أن يطمئن إلى استيعابه للمادة العلمية تماما، مما يزيد من ثقته بنفسه ويجعله يتقدم بخطى ثابتة إلى المستويات الأعلى.

للمزيد عن التعلم المستمر يمكنكم الضغط هناالتعليم المستمر

0 التعليقات:

إرسال تعليق