الخميس، 18 أبريل 2019

التعامل مع الخطأ

التلاميذ أطفال صغار متنوعي الأعمار من الطبيعي أن يخطئوا وغالبا تكون أخطاؤهم كثيرة وهذا لا يعتبر مشكلة قائمة بذاتها إنما هناك طبيعة عمرية فرضت هذا وغالبا ما نجد أشخاص كبار يخطئون مرارا وتكرارا فما بالكم بالتلاميذ الصغار.

ولكن لا بد لكل معلم أو إداري أن يتقن فن التعامل مع أخطاء التلاميذ ويعتبر هذا الفن من أهم الكفاءات التي من الواجب أن يتمتع بها المعلم لأنه سيتعرض للكثير من المشكلات القادمة من التلاميذ.

إن أي فن أو إستراتيجية تتعامل مع تلك الأخطاء يجب ألا تسبب تضخيمها وعدم إرشاد الطفل لسلوك أفضل وبالتالي سيتأثر وضعه بالكامل نحو الأسوأ، ولابد من العلم بأن أخطاء التلاميذ أمر وارد ومقبول طالما هناك قدرة على التعلم منها وعدم تكرارها، ولابد أن تكون لدى المعلم نظرة إيجابية لها ويتعامل على أنها رسالة عن شكل مسار التعلم.

  • يعرف الخطأ بأنه: حالة ذهنية أو فعل عقلي يَعْتَبِر الصواب خطأ، والخطأ صوابا". الخطأ سلوك بشري لا بد أن نقع فيه وليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره، ولابد من معالجة الخطأ بحكمة وروية وأياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت وآخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء.
  • وتعريف الخطأ من المنظور البيداغوجي: قصور لدى المتعلم في فهم أو استيعاب التعليمات المعطاة له من لدن المدرسين، يترجَم سلوكيا بإعطاء معرفة لا تنسجم ومعايير القبول المرتقبة". 

الخطأ إستراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعى المتعلم للوصول إلى المعرفة.

ويعتبر الخطأ في البيداغوجيات الحديثة منطلقا ومحركا لعمليات التعليم والتعلم.

وتستند معالجة الخطأ إلى مبادئ علم النفس التكويني ومباحث ابستيمولوجيا "باشلار”؛ فهي تدرج تدخلات المدرس في سيرورة المحاولة والخطأ، حيث لا يقصى الخطأ وإنما يعتبر فعلا يترجم نقطة انطلاق التجربة المعرفية.

ومن أهم الأساليب النبوية في التعامل مع الأخطاء:

قد رسم النبي صل الله عليه وسلم للأمة معالم هذا المنهج في الجوانب التطبيقية من سيرته، فما كان صل الله عليه وسلم يتسرع في التخطئة، بل كان يسأل عن الظروف الملابسة للخطأ من حيث الدافع، وحالة المخطئ، ولعل في المواقف الآتية ما يجلي هذه المعاني:

ما حدث لحاطب رضي الله عنه عندما كتب لكفار قريش عن مسير النبي صل الله عليه وسلم، لما جيء به إلى النبي لم يتعجل بالحكم عليه بل بادره بقوله: "ما حملك يا حاطب على ما صنعت؟..." الحديث.(رواه البخاري ومسلم)

وروى النسائي رحمه الله عن عَبَّاد بن شُرَحْبيلَ رضي الله عنه قال: قدمت مع عمومتي المدينة، فدخلت حائطاً من حيطانها، ففركت من سُنْبُلِهِ، فجاء صاحب الحائط فأخذ كسائي وضربني، فأتيت رسول الله صل الله عليه وسلم أستَعْدِِي عليه، فأرسل إلى الرجل فجاءوا به فقال: "ما حملك على هذا؟" فقال: يا رسول الله إنه دخل حائطي فأخذ من سنبلة فَفَرَكَهُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما عَلَّمْتَهُ إذ كان جاهلاً ولا أطعمته إذ كان جائعاً، اردُدْ عليه كساءَهُ" وأمر لي رسول الله صل الله عليه وسلم بوَسْق أو نصف وسق.(رواه النسائي)

ومن أحد قواعد التعامل مع الخطأ:

  • إدراك الاختلافات بين الطلاب: ينبغي مراعاة الفروق الفردية المعرفية والنفسية والجسمية بين التلاميذ عند طرح السؤال واستقبال الإجابة.

  • منح الطالب مهلة للتفكير: منح التلميذ فرصة كافية للتفكير في الإجابة قبل تحويل السؤال إلى طالب آخر من أساسيات تعليم الصواب من الخطأ.

  • مراعاة الجوانب الروحية والوجدانية: في النفس البشرية وخاصة للطلاب.

  • تدارك الخطأ: قبل استفحاله، والمسارعة لتصويبه.

  • معالجة الخطأ: بالموعظة الحسنة وبالكلمة الحسنى مع الطالب.

  • تنبيه المخطئ: حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى.

  • تجنب الخطأ في معالجة الخطأ: حرص المعلم على أن يفهم الطلاب الدرس قد تكون له آثار سلبية أحياناً فمثلا: قد يرى المعلم من الطالب تصرفاً خاطئاً فيغضب المعلم ويشتد غضبه فيضرب الطالب أو يسبه أو يتلفظ بألفاظ قاسية تجرح الطالب وتحرجه وقد تحبطه وهو أمر خاطيء للغاية.

  • عدم تكرار الخطأ: يجب أن يتجنب المعلم تقليد أخطاء التلاميذ كتابة أو لفظاً أو حركة، كأن يقول لا تكتب هكذا ( ويكتب الخطأ سواء كلمة أو حرف أو عدد) أو لا تقل هكذا ( ويعيد لفظ الكلمة الخطأ كما لفظها التلميذ ) مما قد يثير اللغط لدى بعض الطلاب.

للمزيد من القصص المؤثرة والانشطة التدريبية والمقالات العلمية والحقائب التدريبية يمكنكم الضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق