السبت، 13 أبريل 2019

فن الإقناع والتأثير

القدرة على الإقناع هي قلب القيادة، وهي العامل الأساسي لحدوث التوافق والانسجام مع أصحاب الشخصيات الصعبة العنيدة، والوسيلة الفعّالة لخلق علاقاتٍ ناجحة بين زملاء الدراسة والجيران بل والأصدقاء.

وعن هذا الموضوع سأقوم بروى قصة توضح مدى التأثير والإقناع وكيفية استخدام مهاراته وتطبيقها لصالحك


"عندما كادت هيئة المحكمة أن تنطق بحكم الإعدام على قاتل زوجته والتى لم يتم العثور على جثتها رغم توافر كل الأدلة التي تدين الزوج -.. وقف محامي الدفاع يتعلق بأي قشة لينقذ موكله... ثم قال للقاضي "ليصدر حكماً بإعدام على قاتل... لابد من أن تتوافر لهيئة المحكمة يقين لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل الضحية "

و الآن.. سيدخل من باب المحكمة... دليل قوي على براءة موكلي وعلى أن زوجته حية ترزق و فتح باب المحكمة و اتجهت أنظار كل من في القاعة إلى الباب و بعد لحظات من الصمت و الترقب......لم يدخل أحد من الباب!!!

و هنا قال المحامي: الكل كان ينتظر دخول القتيلة !! و هذا يؤكد أنه ليس لديكم قناعة مائة بالمائة بأن موكلي قتل زوجته و هنا هاجت القاعة اعجاباً بذكاء المحامي تداول القضاة الموقف.

و جاء الحكم المفاجأة..............حكم بالإعدام

لتوافر يقين لا يقبل الشك بأن الرجل قتل زوجته !!!

و بعد الحكم تساءل الناس كيف يصدر مثل هذا الحكم...

فرد القاضى ببساطة... عندما أوحى المحامى لنا جميعاً بأن الزوجة لم تقتل و مازالت حية... توجهت أنظارنا جميعاً إلى الباب منتظرين دخولها  الا شخصاً واحداً في القاعة !!!

انه الزوج المتهم !!. لأنه يعلم جيداً أن زوجته قتلت...و أن الموتى لا يسيرون."


والآن دعونا نوضح أهم أساسيات مهاراة الإقناع:

التخطيط هو البداية:-

 إن قدرتك على إقناع الناس بنجاح في كل مرة تعتمد على التحضير والدراسة، فلا شيء يتحقق دون تخطيط؛ أهم شيء في البداية يجب أن يكون لديك معلومات كافية عن الناس من حولك، أو عن موظفيك في مقر العمل. فدراسة شخصيات مَن حولك هي أفضل بداية لإتقان فن الإقناع.


  مهارة رواية القصص:-

القصص لديها القدرة على إقناع الناس والتأثير عليهم، فالناس تبدي اهتمامًا للحديث عند سماع القصص أكثر من سماع الحقائق والأرقام، لذلك إظهار فكرتك أو إستراتيجيتك للناس من خلال القصص؛ يمكّنهم من فهمك بشكل أفضل.

يقول مارتن زويلينغ: "غالبًا ما تكون القصص أكثر إقناعا من البيانات. إن كنت تستطيع دمج المتلقي مباشرة في القصة؛ فالتأثير المحتمل لإقناعه سوف يكون كبيرًا".

 المهارات التحفيزية:-

فن الإقناع له علاقة كبيرة بالتحفيز، لا يمكنك إقناع الناس دون معرفة الدافع لذلك، أو إتقان مهارة التحفيز. فجعل الناس متحمسين لأداء مهمة ما ليس بالأمر السهل، لأن العوامل المحفزة قد تختلف من شخص لآخر.

إن فهم ما يجعل شخصًا ما متحفزًا لأداء مهمة مع بقائه على هذا النحو يؤدي إلى زيادة إنتاجية العمل، لذلك من أجل إقناع الناس، يجب أن يكون المرء قادرًا على معرفة ما يلزم كل شخص لتحفيزه.

 مهارة حل المشكلات:-

في عالمنا المعاصر؛ حيث يوجد الكثير من القضايا الإجتماعية، والإقتصادية، والسياسية؛ يحظى الأشخاص الذين لديهم مهارة حل المشكلات باحترامٍ كبير. وبذلك يكون لديهم القدرة على إقناع الناس بأفكارهم أكثر من غيرهم.


مهارة التفكير الإستراتيجي:-

هل فكرت في المخترعين وأصحاب المشاريع الكبيرة حول العالم؟ هؤلاء مفكرين عظماء، وهذا هو السبب الذي جعلهم قادرين على إحداث تأثير هائل في العالم.

يعتبر «وارن بافيت» واحد من أهم المستثمرين في العالم؛ فهو الرئيس التنفيذي، والمؤسس المشارك للفيسبوك مع «مارك زوكربيرج»، بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس مايكروسوفت أحد أكبر الأعمال التجارية في العالم.

 الثقة: -

الثقة شرط مسبق قبل الإقناع لا أحد سينظر أبدًا لآرائك أو أفكارك إذا كانوا يدركون أنك تفتقر إلى ثقتك بنفسك أما إن كنت واثقًا في نفسك؛ فستكون مهمة الإقناع أسهل كثيرًا، وسوف تصل إلى ما تريد من الآخرين.

 مهارة الإصغاء:-

المستمعون الجيدون هم أكثر الشخصيات تأثيرًا على من حولهم؛ فالإهتمام بكل شكوى ومناقشة، تجعل الناس يحبونك ويحبون التعامل معك فطبيعة الناس تجعلهم ممتنين لمن يهتم بمشاكلهم ولو بالإستماع فقط، وهذا يجعل من السهل كسب ثقتهم، وبالتالي إقناعهم بما تريد.

 الجاذبية:-

هي كل أقوالك وأفعالك التي تعكس حقيقة شخصيتك. فالتعبير البدني، الإيماءات، والطريقة التي تنظر بها، وتتعامل بها مع الآخريين تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على اللاوعي للمتلقي.

الجاذبية لها تأثير كبير على فن الإقناع، لذلك تعلم كيف تتحدث إلى الآخرين، وكيف تنظر، وتستمع إليهم. راقب لغة جسدك، وكن ودودًا وهادئًا قدر الإمكان.

 مهارة العلاقات:-

مهارة تكوين الصداقات مع الأفراد أو المجموعات هامة لتطوير الثقة المتبادلة عند إنشائك علاقات جيدة مع الناس، سيعطيك هذا فرصة جيدة لتبادل الأفكار والآراء معهم.

الإخلاص:-

يُكتسب الاحترام من المعاملة الحسنة وليس من الأوامر، لذا عليك أن تكون مخلصًا لمن حولك، حتى تكون قادرًا على كسب حبهم، واحترامهم، وبالتالي التأثير عليهم، وإقناعهم بما تريد.

 مهارة البحث:-

الشخص الذي يريد أن يتقن فن الإقناع، عليه أن يكون باحثًا جيدًا، حتى يتمكن من مناقشة أي فكرة بشكلٍ دقيق وموضوعي من خلال مهارة البحث سوف تكون قادرًا على اكتشاف آفاق جديدة للمعرفة، وهذا يمنحك ميزة إضافية تمكنك من التأثير على من حولك وإقناعهم.

 الإنسانية:-

عليك أن تتحلى بالإنسانية، وأن تفهم آلام ومشاعر موظفيك، والتماس الأعذار لهم قدر المستطاع. فالمدير غير القادر على فهم آلام من حوله، لن يكون قادرًا على إقناعهم بأي شيء.

 مهارات التواصل:-

التواصل ضروري جدًا، وينبغي عليك أن يكون في اتجاهين، فكما يستمع الشخص إليك، ويهتم بأفكارك؛ إذا عليك أيضًا أن تحترم ما يقوله، وتهتم به، حتى وإن كنت لا توافقه الرأي. ردود أفعالك هذه يتوقف عليها قدرتك على إقناع من أمامك بما تريد.

مهارات اللغة:-

نتيجة للعولمة؛ وتوسع مجالات العمل، ربما تقابل شخصيات من دول، وثقافات، ولغات مختلفة، لذلك الإهتمام بدراسة لغات أخرى غير لغتك الأم يجعلك مديرًا متميزًا قادرًا على التواصل والنجاح.


وفي النهاية؛ ننصحك بأن تثابر وتصبر على تطوير نفسك ومهاراتك، فأي قصة نجاح تبدأ بتطوير الإنسان لنفسه.

شركة رؤية للحقائب التدريبية تقدم لكم حقيبة فن الإقناع والتأثير لرؤية الحقائب التدريبية يمكنكم الضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق