الثلاثاء، 23 أبريل 2019

التعلم الخدمى

إنَّ بناء مناهج التعليم -خلال القرن الحادي والعشرين- ينبغي أن يكون وفق متطلبات الحياة المجتمعية التي يعيشها المتعلمون. فبالإضافة إلى مجموعة العلوم التي يدرسونها ، لابد وأن تُغرس في نفوسهم الإيجابية  والعمل على تغيير واقع مجتمعاتهم، حيث تتيح هذه المناهج للمتعلمين خبرات تؤهلهم للمشاركة في بناء حياة أفضل.
فكان من أهم أنواع المناهج الحديثة؛ منهج التعلّم الخدمي، والذي يقوم علي الربط بين الطلاب ومجتمعهم من خلال بحث احتياجات البيئة المحلية وتلبية تلك الاحتياجات، سواء عن طريق إقامة مشروعات ربحية، أو القيام بحملات التوعية، أو مساعدة المحتاجين ودعمهم؛ فيتحقق الهدف الأسمي من التعليم ؛ وهو الخروج إلي المستقبل بجيلٍ مدركٍ لقضايا مجتمعه، وفاعلٍ في حل تلك القضايا، يمتلك روح المبادرة والخيرية والعمل التطوعي .
ولطالما سعى علماء التربية وعلم النفس في البحث عن نظامٍ يربط المناهج المدرسية بالحياة المجتمعية ومتطلباتها، فأتي نظام التعلّم الخدمي؛ ليحقق هذه المعادلة الصعبة، بحيث يتشارك الطلاب سويًّا في التفكير والعمل لدراسة البيئة المحيطة وتأمُّلِها، وحل مشكلاتها، والاستفادة منها وإفادتها. وفي هذا الشأن، بدأت تجربةٌ رائدةٌ في المملكة الأردنية الهاشمية
  1. "طريقة تدريس ترتبط بمحتوى المنهج المدرسي تهدف إلى خدمة المجتمع المحلي، من خلال تنفيذ الطلبة لبعض المشروعات التي تعمل على تطوير معارفهم واتجاهاتهم وقدراتهم الذاتية، ومشاركتهم الفاعلة في تلبية احتياجات بيئتهم المحلية، وتحقيق التعاون والتواصل بين الطلبة والمدرسة والمجتمع".
  2. "مجموعة من الممارسات التي تتم تحت إشراف المعلم وتوجيهه لتنمية وتطوير مهارات الطلبة، من خلال تهيئة المواقف التعليمية التي تسمح للطلبة بالتعاون والتفاعل معًا في أثناء ممارسة الأنشطة الخدمية المنظمة المتعلقة بالدراسات الاجتماعية؛ وذلك لمواجهة قضايا ومشکلات تواجهها المدرسة والبيئة المحلية التي يعيش فيها المتعلم".
لقد أوضحت الدراسات -التي أُجرِيتْ في الدول التي تتبنى مفهوم التعلّم الخدمي- الحقائق الآتية:
  1. يساهم التعلّم الخدمي في حصول الطلبة على درجات أعلى من التي كانوا يحققونها سابقًا؛ وذلك نظرًا لوجود الفرصة أمامهم لتطبيق المفاهيم الدراسية التي تعلّموها داخل الغُرَف الصفّية.
  2. يساهم في زيادة إحساس الطالب بالآخر، وذلك من خلال تفاعله واحتكاكه المباشر بمجتمعه.
  3. يساعد في بناء شخصية الفرد وتأكيد ثقته بنفسه، ويمنحه الشعور بالقدرة على تقديم أيّة خدْمة أو مساهمة مفيدة لمجتمعه.
طريقه مذهله لرسم ابتسامةٍ على وجه طفلٍ مريض، إنها إنشاء مشروع التعلّم الخدمي في المستشفيات؛ حيث يمكن للطلاب تقديم الدعم لهؤلاء الأطفال.
في الفصول الدراسية:  يمكن للطلاب معرفه كيفيه رعاية مستشفيات الأطفال للمرضى بشكل خطير ، وكذلك ما هي أدوار مقدمي الرعاية الصحية والمتطوعين. ويمكنهم أيضًا التوصّل إلى خطه لرفع وتعزيز برنامج خدمه لهؤلاء الأطفال.
 هذا المشروع لن يفيد فقط المرضي بشكل خطير ، ولكنه يفيد الطلاب أيضًا. فالأخلاق والقيم التي سيتعلّمونها من هذه التجربة ستبقى معهم طوال العمر.
فقاقيع الصابون:
بدأت مؤسسه رائعه تدعي "نظِّف العالم" حملةً ناجحةً جدًا تتبرع بالصابون لملاجئ المشردين أو الأماكن في الخارج.  ووفقًا لموقعهم علي الإنترنت : "كل 15 ثانيه ، يموت الطفل من مرض كان يمكن منعه بالنظافة الصحية المناسبة". فوفقاً لمشروع التعلّم الخدمي ، يمكن للطلاب جمع الصابون غير المستخدم من البيوت والمدارس، والتبرع بها لهذا السبب الرائع.

0 التعليقات:

إرسال تعليق