الأحد، 21 يوليو 2019

تحاول المجتمعات المتقدمة في ظل تحديات العصر المعرفية والتقنية، التكوين الأمثل والأقصى لعقول أبنائها وتمكينهم أن يكونوا مبدعين.ولأن أحسن طريق للتنبؤ بالمستقبل هو إيجاده الآن، وإيجاد المستقبل والتحكم فيه يتم عن طريق تكوين أجيال مناسبة لهذا العصر، وذلك يعتمد على تنمية ذكاء هذه الأجيال، لأن الذكاء
هو أداة الحرية والإبداع.

وقد توصل العلماء إلى أنه في ظل البيئة والاستعداد الفطري يمكن تنمية أوجه كثيرة للذكاء
(الذكاء المتعدد (Multiple intelligence ، وأن العقل يحتوي على نماذج متعددة مستقلة  أو ذكاءات متعددة ،وقد تعددت الدراسات التي أجريت حول نظرية الذكاءات المتعددة ومنها دراسة مورجان1992Morgan،
 وفاسكو  1992Fasko،  ودراسة ليفين 1994 Levin، ولازير 1992Lazear  ، وقد أكدّت جميعها على أنه من الممكن إضافة تعديلات على كل ذكاء من الذكاءات المتعددة بحيث يمكن تنمية هذا النوع من الذكاءات؛ وأن العديد من العوامل الخارجية قد تؤدي إلى تزايد أو تراجع ذكاء فرد معين. ومن ذلك نستنتج أهمية  تقديم العديد من الأساليب والأنشطة والوسائل المتنوعة والمختلفة للمتعلم؛ وذلك لأن التنوع في الأساليب والطرق ينشط الوصلات العصبية بالمخ المتعلقة بكل نوع من أنواع الذكاءات، وكلما زادت مؤثرات التنشيط تقدمت عملية تنمية الذكاءات.

الذكاءات المتعددة : 
" المؤشر الحقيقي لوجود الذكاء ليس المعرفة إنما الخيال "
سنتعرف على أنواع الذكاءات المتعددة لدى الطلبة ، مما يساعد على مخاطبة الذكاءات الأكثر وضوحا وتنمية أنواع
الذكاءات الأخرى .
الذكاءات المتعددة : يعد هذا الموضوع من المواضيع التي لاقت اهتماما كبيرا من قبل التربويين .
وقد تم تعريف الذكاء :- أنه قدرة عامة تمكن الفرد من حل المشكلات ويعبر عنه بمعامل الذكاء IQ الذي يقيس جوانب تتعلق بالذكاء الرياضي ، والمنطقي ، واللغوي فقط .
تعريف هاورد غاردنر :- أنه يتكون من قدرات متعددة تظهر في مجالات متعددة سواء في حل المشكلات أو في القدرة على تعديل أو تغير المنتجات المتعددة في نمط ثقافي أو أنماط ثقافية معينة .
تنطلق نظرية الذكاءات المتعددة من مسلمة مفادها أن  كل الأطفال يولدون ولديهم كفاءات ذهنية متعددة منها ما هو ضعيف ومنها ما هو قوي . ومن شأن التربية الفعالة أن تنمي ما لدى المتعلم من كفاءات ضعيفة وتعمل في الوقت نفسه على زيادة تنمية ما هو قوي لديه. أي أن هذه النظرية تتجنب ربط الكفاءات الذهنية بالعوامل الوراثية التي تسلب كل إرادة للتربية. وترفض هذه النظرية الاختبارات التقليدية للذكاء لأنها لا تنصف ذكاء الشخص فهي تركز على جوانب معينة فقط من الذكاء .
وقد قدمت نظرية الذكاءات المتعددة تفسيرًا جديدًا لإعادة النظر في قياس الذكاء الذي تجسده نظرية العامل العقلي QI، كما اهتمت بمحاولة فهم الكيفية التي تتشكل بها الإمكانات الذهنية للإنسان والطرق التي تهتم بها سيرورات التعلم.  وكانت أفكار جاردنرGardener, H,1983 ) ) والتي حملها كتابيه ( أشكال العقل البشرى )
و (إطارات العقل) ترفض فكرة أن الإنسان يمتلك ذكاء واحداً، بل ذكاءات مستقلة، يشغل كل منها حيزاً معيناً في دماغه، ولكل منها نموذج واضح في العقل، ونظام مختلف في الأداء.
أقام جاردنر نظرية الذكاءات المتعددة على عدة أسس، يمكن اختصارها في النقط التالية :
الذكاء مجموعة متعددة من الذكاءات قابلة للنمو والتطور .
يتوفر كل شخص على تكوين متفرد من الذكاءات المتعددة المتنوعة .
تختلف الذكاءات في نموها داخل الفرد الواحد أو بين الأفراد بعضهم البعض
يمكن تنمية الذكاءات المتعددة بدرجات متفاوتة إذا أتيحت الفرصة لذلك
يمكن تحديد وقياس الذكاءات المتعددة، والقدرات المعرفية العقلية
 التي تقف وراءكل نوع.
أهمية التدريس ب ” الذكاءات المتعددة 
بينما يتم التركيز في التعليم التقليدي على الحلول والإجابات للمسائل والمواقف التي يتعرض لها الطالب فضلاً عن الطريقة المتبعة في التوصل لكل الحلول أو الإجابات، نجد أن نظرية الذكاء المتعدد تقترح عمليات وطرق واستراتيجيات مستقلة عن بعضها البعض لدى كل طالب. فمعظم المسائل الشائكة ومواقف الحياة العملية الحقيقية تتطلب استخدام أنواع متعددة من الذكاء في نفس الوقت. و قياسًا على ما سبق ذكره ، و بناءًا على الدراسات التي تناولت تطبيق هذه النظرية في التعليم ، يمكن تلخيص أهمية التدريس عن طريق الذكاءات المتعددة في النقط التالية :
  • الأخذ بعين الاعتبار للذكاءات المتعددة في التدريس يتوافق مع الدراسات الحديثة للدماغ والتي قامت على أساس تجزئته وتصنيف القدرات الدماغية واختلافها من شخص إلى آخر.
للمزيد من القصص المؤثرة والانشطة التدريبية والمقالات العلمية والحقائب التدريبية يمكنكم الضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق