الاثنين، 8 يوليو 2019

صناعة التغير الشخصى

كثيراً ما تُصيب الإنسان الكآبة والضجر من الحياة وروتينها، ويتمنى أن يُحدِث التغيير في حياته، وأن تُكسّر جميع القيود التي تعيق حركته، إلا أنّه يبقى ساكناً يتساءل كيف ومتى ولماذا التغيير، وهل بمقدوره التغلب على ما يمر به من أزمات.

 ومسألة التغيير ليست من المسائل اليسيرة والسهلة، فهي تحتاج من البصيرة والرؤية على مقدار ما تحتاجه من الإرادة والعزيمة، ومن المهم في هذا السياق أن ندرك أننا لا نستطيع الحصول على كل ما نريد، كما أن الحصول على كل ما نريده لا يكون دائماً في مصلحتنا، وهذا يتطلب منا أمرين:  

الأول: هو إدراك حدود إمكاناتنا على نحو حسن، فابن الخمسين لا يستطيع أن يلعب مع فريق من الشباب لكرة القدم، وابن الستين لا يستطيع أن يحفظ الشعر كما يحفظه ابن العشرين... 

 الثاني: هو جعل ما نسعى إليه دائماً في نطاق المشروع والمعتدل.

والحقيقة أنّ المرء بإرادته وقوة صبره يتغلب على كافةِ الظروف والصعاب المحيطة به مهما كانت صعبة، بل هو الذي يُكرّس هذه الصعاب لخدمته، ويستفيد منها لتكون دافعاً ومجالاً خصباً لخبراته وتجاربه.وللتغيير أهمية كبيرة في حياتنا من أهمها: التخلص من الملل بسبب التكرار الخالي من المعنى وبسبب ديمومة المشاهد، ونحن نعرف أن الملل هو العدو الأكبر للسعادة، أضف إلى هذا أن لدينا تشوقاً عميقاً إلى النجاح والتفوق، وهذا لا يتحقق إلا بأن نصبح أفضل فهماً وأكثر جدية ، وللتغيير أهمية كبيرة على الصعيد الفردي فهو يشكل الأساس العميق لتغيير حال المجتمع بل الأمة بأكملها حيث إننا لا نستطيع بناء مجتمع أقوى من مجموع أفراده، ولا تشييد أسرة صالحة من أبوين فاسدين ونحن نعرف أن الطريقة المثلى للارتقاء بأي مجتمع تكون بوجود عدد كبير من الأشخاص الذين يحملون في أنفسهم القيم التي يحبون رؤيتها في مجتمعهم، ويسلكون السلوك الذي يتطلعون لأن يسلكه أبناء بلادهم.

اذن فالتغيير العملي يبدأ بتغيير قراراتنا وسلوكياتنا:

  •  ولكن هذة القرارات والسلوكيات ما هي إلا ثمرة طبيعية لشئ أعمق وأساسي في الشخصية هو الفلسفة الخاصة، والتي تتكون من القناعات والآراء والمعتقدات. وهذه الفلسفة الخاصة هي بمثابة نظام التشغيل للإنسان أو البرنامج الذي يتحكم في تفكيره وقراراته وأفعاله.

  • والطريقة الوحيدة الصحيحه لإصلاح العالم هي أن نبدأ بإصلاح أنفسنا عمليًا من الداخل، وهذا ما يجب أن نؤكد عليه باستمرار ونذكّر به دومًا.

  •  لأن التغيير الذي يبدأ من الخارج لا يؤدي إلي أي شئ دائم وحقيقي، وماذا إذا وجدت الوقت على ساعتك غير مضبوط، هل ستطلب من الآخرين ضبط ساعاتهم علي توقيت ساعتك؟ الإجابة طبعًا بالنفي لكن الأمر الغريب حقًا هو أننا نفعل ذلك دون أن نشعر فنلقي باللوم علي الآخرين ونطالب بتغيير الآخرين، حتي أصبحت ثقافة الاتكال واللوم ثقافة
     سائدة في مجتمعنا.


للمزيد من القصص المؤثرة والانشطة التدريبية والمقالات العلمية والحقائب التدريبية يمكنكم الضغط هنا 

0 التعليقات:

إرسال تعليق