الثلاثاء، 30 يوليو 2019

ادارة الذات

إدارة الذات والوعي الذاتي من المكتسبات التي يكتسبها الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة، والطفل يتكون لديه هذا الوعي خلال عملية التنشئة عن طريق تقمصه لقيم والديه، ولأوامرهما ونواهيهما، وأفكارهما عن الصواب والخطأ، وعن الخير والشر والحق والباطل، وعن العدل والظلم، وتتبلور في نفسه هذه القيم على شكل سلطة داخلية تقوم مقام الوالدين – حتى في غيابهما – فيما يقومان به من نقد وتوجيه وإثابة وعقاب.. وبعد مرحلة الطفولة المبكرة تتداخل أيدٍ أخرى لتسهم في تشكيل الوعي الذاتي للفرد تكون بمثابة المصادر التي تبني الوعي الذاتي في داخل وجدان كلّ منّا.

لذا يعتبر الوعي الذاتي متغيراً وليس ثابتاً، فهو ينمو بنمو خبرات الإنسان، ويتغير بتغيير توجهاته، ويتأثر إيجاباً بالتعزيز وبالمحيط الجيد، وسلباً بوجود المؤثرات السلبية التي قد تكون عاملاً ضاغطاً على الإنسان.

مفهوم الإدارة – إدارة الذات:

الإدارة الذاتية تعتبر ذات أهمية كبرى بالنسبة للإنسان فهي التي تدفعه إلى تنمية وتطوير قدراته ومهاراته بالشكل الذي يقوده إلى النجاح في شتى المجالات، وسوف نتعرف خلال السطور التالية لهذه المقالة على مفهوم إدارة الذات، وقواعدها.

أولاً ما المقصود بإدارة الذات..؟ يقصد بإدارة الذات أن يقوم الإنسان بإلزام نفسه بعدة قواعد، و مخططات، و كذلك لابد أن يراقب الإنسان نفسه، وأن يتحكم جيداً الإنسان بنفسه جيداً، و تعتبر الإدارة من أهم الوسائل التي تعين الإنسان على تحقيق أهدافه بشكل سريع، و ذلك لأنها تعلمه العديد من المهارات التي تساعده على ذلك مثلاً كإدارة الوقت، و تمنح إدارة الذات الإنسان الثقة التي تعينه على استغلال الفرص، و عدم الشعور بأن هناك فرص ضائعة بل تعينه على حسن استغلال الفرص، ومن هنا يمكن تعريف إدارة الذات على أنها القدرة على توجيه المشاعر، والأفكار بشكل صحيح يصل به في نهاية الأمر إلى تحقيق ما يسعى إليه، و أعظم ما يقود الفرد لاستغلال ما يملكه من طاقات، ومواهب هو إيمانه بالله سبحانه، وتعالى و الثقة، والاعتماد على الله عز وجل.

أهمية التنمية الذاتية:

أن للتنمية الذاتية أهمية كبرى تتمثل في:

  • أن الفرد الذي يهتم بتطوير ذاته سيعيش في حالة من الفخر والرضا عن النفس، يخالطه شعور بالسعادة خاصة عندما يحقق تقدماً ملحوظاً.

  • أنه سيتمكن من استلام مناصب عليا في وظيفته، وإن لم يستطع فسيتمكن من الإبداع والتميز في المنصب الذي يشغله.

  • أنه سيتمتع بمستوى أعلى من الثقة بالنفس، وسيمتلك قدرة أكبر على الخوض في نقاشات لم يعتد الخوض بها من قبل.

إدارة الذات والسلوك:

ليس في الأرض أمة تفتخر أن سلوكها لا يخضع لأيِّ قيم أو مبادئ تؤمن بها، كما أنه ليس في الأرض أمة تخطط لتدمير قواعد السلوك لديها عن عمد، لكن الذي يحدث دائماً هو: أن الناس خلال حركتهم اليومية يخضعون لأهوائهم وشهواتهم، وتضغط عليهم مصالحهم، فيجورون على مبادئهم، وتصبح حركتهم اليومية غير منضبطة على الوجه المطلوب بما يؤمنون من مُثلٍ وقيمٍ ونظم.

الذين يدّعون أنهم أخلاقيون ومثاليون كُثر، بل إن كل المتنافسين وفي مختلف المجالات يتخذون من ادعاء التسامي الخلقي الذي لديهم وسيلةً لترجيح كفَّتهم على كفَّة منافسيهم، لكن السلوك الفعلي هو المحكُّ الذي يكشف كل الدعاوي الزائفة.

ولهذا؛ فلا يكاد يذكر الإيمان في القرآن إلا ويُقرن بالعمل؛ ليرتكز في حسِّ كل مسلم أن العمل الصالح هو البرهان الحقيقي على صدق الإيمان وحيويته.

الفكر وإدارة الذات:

اكتشاف الذات في جانب الفكر على درجة عالية من الأهمية، حيث إن إدراكنا لذواتنا وبيئاتنا، والفرص المتاحة لنا، والتحديات التي تواجهنا، إن كل ذلك يتم بواسطة البنية الفكرية التي يمتلكها كل واحد منا، هذه البنية تقوم في الأساس على الإمكانات الذهنية الفطرية التي وهبنا إياها الخالق -جل وعلا-، ويرفدها ما نتلقاه من تربية وتعليم وتجارب نمر بها، وخبرات نكتسبها.

يهدف التفكير دائما إلى استيلاد مجهول من معلوم، والوصول إلى بعض النتائج من خلال ما يتوفر لدينا من مقدمات ومعلومات.

التفكير عملية شاقة جدا، وربما كان المشي أو الجري - أسهل على النفس منه، ولذا فإن الناس يفرون منه، ولا يفكرون إلا عند وجود حاجة ملحة للتفكير.

التعامل مع المشكلات:

هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار، والعقبات والأزمات والمشكلات التي تواجهنا في شتى ميادين الحياة، هي الأسئلة الموجهة إلينا من قبل حاجاتنا وطموحاتنا، ومن قبل البيئة التي نعيش فيها، وكل واحد من الناس يجيب على تلك الأسئلة بطريقته الخاصة، والتي تبلورت لديه من خلال التربية التي تلقاها، والأهداف التي يسعى إليها، والظروف التي يحيا فيها.

لا بد من القول ابتداءًا: إن وجود المشكلات في حياة الناس ليست عبارة عن كوارث تحل بهم، فالقوى الكامنة في داخلنا، تظل هاجعة فينا إلى أن يوجد منه لها، فتستيقظ وتنطلق، والأزمات خير منبه لها.

الإبداع  وإدارة الذات:

الدماغ مظهر من مظاهر إتقان البارئ -جل وعلا-، ومئة من أعظم منه على بني البشر، فهو قادر على معالجة ما يصل إلى 30 بليون معلومة في الثانية، وفيه نحو من ستة آلاف ميل من الأسلاك، ويحوي الجهاز العصبي للإنسان عادة حوالي ۲۸ بليون عصبون، وكل عصبون من هذه العصبونات عبارة عن حاسب إلى ضئيل الحجم، له استقلاله الذاتي، وهو قادر على معالجة حوالي مليون معلومة.

(هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين) 4 [لقمان: ۱۱].

القدرات الهائلة التي زود الله بها بني آدم يقتلها الناس من خلال التربية والتعليم والوسط المحبط. وتدل بعض الدراسات على أن الطفل يولد وهو على درجة عالية من القدرة على الإبداع، وأن الأطفال حين تكون أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات يكون ۹۰٪ منهم إبداعيين ومجددين، وإمكاناتهم في ارتقاء، ولديهم قدرة على التجريد والتخيل النشط.

التقمص العاطفي وإدارة الذات:

يمكن تعريف التقمص العاطفي بأنه فهم المرء لحالة،‏ مشاعر،‏ ودوافع شخص آخر.‏ وقد وُصِف ايضا بأنه قدرة المرء على وضع نفسه مكان الشخص الآخر.‏ اذًا،‏ يستلزم التقمص العاطفي اولا ان ندرك ظروف الشخص الآخر،‏ وثانيا ان نشاطره المشاعر التي اثارتها فيه هذه الظروف.‏ نعم،‏ يشمل التقمص العاطفي ان نشعر بألم الشخص الآخر في قلبنا نحن.‏

للمزيد يمكنكم رؤية حقيبة إدارة الذات المقدمة من شركة رؤية للحقائب التدريبية

0 التعليقات:

إرسال تعليق