الاثنين، 22 يوليو 2019

النظارة فى الاوقاف

جاءت الشريعة الإسلامية بتنظيم الإنسان وترتيب شئونه ، وأرشدته إلى طرق استثمار أمواله وكيفيّة إنفاقها ، ووجهت إلى ما يحصل به جزيل الثواب بعدم انقطاع العمل في أنواع الصدقات الجارية ، التي يمتد ثوابها إلى ما بعد حياة الإنسان.

كما اهتم أهل العلم بتطبيق ضوابط الشرع العامة ، وكلياته الثابتة ومقاصده ، على أنواع من المسائل الفقهية أنيط فقهها لأهل العلم والذكر:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُم) (النساء: من الآية83). وكل ذلك شاهد من شواهد خلود هذه الشريعة الربانية ، ومثال لحفظ الله تعالى لذكره وكتابه.

ومن أنواع ما تناوله الشرع حثاً وطلباً ، وشهد الواقع والتاريخ بنفعه وأثره ، واهتم أهل العلم ببيان مسائله ، وضبط فروعه ، وإحسان تطبيقه ، طلبا للمصلحة التي جاء الشرع بتحصيلها وتكميلها : الوقف.

الوقف صورة من صور التكافل الاجتماعي بين المسلمين يتحقق به الأجر الدائم للواقف والنفع المستمر للموقوف عليهم ، ويستمر عطاؤه باستمرار أعيانه والمحافظة عليها والعناية بها وتنميتها ، ولا يتحقق ذلك الا بولاية خاصة على هذه الأوقاف يتم تعيينها من الواقف وقد اصطلح على تسميتهم بنظار الأوقاف .

تعريف النظارة

النظارة في اللغة:

أصله في اللغة (النِّطارة) وهي عربية نبطية، ثم جعلت(نظارة) بالظاء المعجمة، والنِّظارة: الحفظ والرعايه. والناظر هو الحافظ، قال ابن منظور في اللسان: "الناظر: الحافظ، وناظور الزرع والنخل، وغيرهما: حافظه"

النظارة في الاصطلاح:

  • يمكن أن تُعرّف النظارة بأنها: (سلطة شرعية تُجعل لمن ثبتت له القدرة على وضع يده على الوقف، وإدارة شؤونه من استغلال، وعمارة، وحفظ، وصرف الريع إلى المستحقين).

أهمية وفضل النظارة:

إن الله سبحانه وتعالى هو المشرع في الإسلام، والله سبحانه وتعالى عندما يشرع حكمًا لا يفعل ذلك عبثًا، وإنما لحكمةٍ ومصلحةٍ تعود بالنفع على العباد والبلاد. وتشريع الوقف كغيره من التشريعات لا يخلو من الحكمة والمصلحة، ومن حِكَم تشريع الوقف وفوائده ما يلي:

  • أنه يحقق نفعًا للإنسان الواقف بعد موته، فإذا أراد الإنسان أن يستمر عمله وينال ثوابه، ففي تشريع الوقف ما يحقق له هذا الغرض، وقد صرح النبي-صلى الله عليه وسلم-بذلك فقال: "إذا مات الإنسان، انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم يُنتفَع به أو ولد صالح يدعو له". والصدقة الجارية هي الوقف.  وهذا من رحمة الله الواسعة، إذ جعل للإنسان نوافذ يستطيع من خلالها أن ينال الأجر بعد وفاته وانقطاع عمله.

مهام ناظر الوقف فى الفقه :

ينبغي للنظّار أن يتحلَّوا بتقوى الله ومراقبته في جميع ما يخص الأوقاف، ويتعين على ناظر الوقف واجبات ومهام يجب الالتزام بها، وهي من حيث الجملة القيام بالمحافظة على الوقف، ورعاية منافعه، ومن تلك الأعمال:

  1. عمارة الوقف: بأن يقوم بأعمال الترميم والصيانة حفظًا للوقف من الخراب والهلاك.

  2. تنفيذ شروط الواقف: فيجب الالتزام بها وعدم إهمالها إلا عند مخالفتها لأمر الشارع، أو تعطل
    مصالح الوقف.

  3. الدفاع عن حقوق الوقف في المخاصمات القضائية، رعاية لهذه الحقوق من الضياع.

  4. أداء الحقوق المستحقة في الوقف وعدم تأخيرها إلا لضرورةٍ، كحاجة الوقف إلى العمارة
     والإصلاح أو الوفاء بدَين.

للمزيد من القصص المؤثرة والانشطة التدريبية والمقالات العلمية والحقائب التدريبية يمكنكم الضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق