الأحد، 18 أغسطس 2019

التربية الايجابية

تفترض فلسفة التربية الإيجابية أن الطفل يُولد على الفطرة، وبالاحترام والرعاية والمحبة والتوجيه يمكن أن يصبح خلوقًا ومسؤولًا وناجحًا عند الكبر. والتربية الإيجابية هي مزيج من العطف والحب والتفاهم والحماية، ومما لا شك فيه أن تربية الأطفال من المهام الصعبة والمخيفة التي تواجه الآباء، فالكثير من الآباء يتخوفون من الأوضاع الحالية-في كل أنحاء العالم- من تفشي الجريمة والعنف وفقدان براءة الأطفال.

أصبح الأطفال هذه الأيام أكثر ذكاءً، ويعرفون المساومة من أجل نَيْل أي شيءٍ يريدونه، فربما يجادلك طفلك الصغير مثل الشخص الراشد وهو مازال في عمر الخمس سنوات.

وهذه التحديات تُصعِّب مهمة الآباء لتربية أبناءٍ يتحلَون بمكارم الأخلاق من نزاهة وتهذيب وأمانة، وزرع كل القيم الفاضلة التي يتمنون أن تكون لدي أبنائهم. وبما أن التربية مهمة صعبة، فقد اجتهد العلماء لعدة عقود لإيجاد أفضل السبل التي من شأنها أن تكون أكثر فاعليةً في التربية. وقد أدت هذه البحوث إلى النهج المعروف باسم "التربية الإيجابية".

أهمية التربية اتها:

ما أجمل تربية الأبناء باللعب والعمل وتبادل الآراء دون المحاضرة والإملاء والأوامر والنواهي. إن توفير الأسرة للأبناء فرصة التجريب وتطبيق ولعب ما يُطلب منهم من خبرات ومواقف ومهارات لمعايشتها سلوكيًا ، وتبادل الآراء معهم والإحساس مباشرةً بالنتائج التي تفرزها هذه المسؤوليات التربوية تجاه الأبناء تشكل أساسًا للوالدية الناجحة التي ندعو إليها هنا.

تساعد التربية الإيجابية على اندماج الأسرة في التربية المدرسية للأبناء، بالتنسيق المتواصل مع المعلمين والكوادر التعليمية الأخرى وأداء الأب والأم لأدوارهما وواجباتهما في الوقت المطلوب المناسب.

توفير فرص مستمرة للأبناء للتفكير والنشاط وصناعة القرار. وفي حال عدم سماح أو إعاقة الظروف المناخية للأنشطة خارج المنزل، فيعمد الوالدان إلى إيجاد بدائل داخل البيئة الأسرية في المنزل.

المحافظة على اهتمام الأبناء وفضولهم وإقبالهم السلوكي بتنويع الفرص والأنشطة المتاحة للأبناء من يوم لآخر.

استثمار أنشطة ووقت ومداخلات الأبناء في التعلم للمعارف والقيم والمهارات والأعراف، للمساعدة باستمرار في بناء توافقهم النفس اجتماعي المطلوب مع البيئة.

وحتى إذا اختلف الأبناء فيما بينهم خلال اللعب أو النشاط، فيكلَّفوا بحل نزاعاتهم بالاتفاق (كتابيًا) حول الأحكام المقبولة للجميع للتغلب على ذلك، أما إذا أخطؤا، فيُطلب منهم دراسة النتائج الملاحظة، وإعادة النظر في قراراتهم وسلوكهم وإيجاد البدائل الأجدى لمواقفهم.  

الحاجة للانتماء:

يحتاج الطفل لأن ينتمي إلى أسرة وإلى مجموعة رفاق وإلى مؤسسة تعلمية ونادٍ أو وطن أو بلد... إلخ.

فالإنسان كائن اجتماعي، لا يمكنه أن يحيا خارج نطاق المجتمع الإنساني، بل تتحدد هوية الطفل عادةً بانتمائه إلى جماعة معينة تبدأ أولًا بالأسرة ثم الصحبة مع الرفاق من الأقارب أو الجيران أو أطفال الحضانة.

ومن الانتماء يكسب الطفل المعايير الاجتماعية المرغوب فيها والمرغوب عنها، فيعرف الصواب من الخطأ والصالح من الصالح من الأمور، كما أن الانتماء يكسب الطفل مجموعة من القيم والعادات والأفكار المنتشرة والشائعة في الثقافة التي ينخرط فيها مجتمعه، كما يكتسب صفة الولاء والوفاء والتعاون والإيثار، وكلها سمات تجعل الطفل منسجما مع مجتمعه وهي بناء أساس في تكوينه الشخصي والاجتماعي بعد ذلك.

إن لمعرفة هذه الحاجات فوائد عديدة في التربية؛ وهي:

1- تساعدنا على فهم بعض السلوكيات التي يلجأ إليها الأبناء.

2- كلما زادت معرفة المربين بهذه الحاجات؛ زاد النجاح في توجيه الأطفال بشكلٍ سليم.

3- تساعدنا على معرفة خصائص مراحل النمو للأطفال، وبالتالي القدرة على توقع ما يطرأ على الأطفال من تغيير في السلوك.

4- تساعد الوالدين على التعامل مع الأطفال بشكل مريح بعيدًا عن التوتر والتشنج.

5- تجعل الآباء يعملون على تنمية مهارات وقدرات أبنائهم عوضًا عن قمعها.

6- تساعد على اكتشاف المواهب وتنميتها.

فوائد إشباع الحاجات:
فوائد إشباع الحاجات عند الأبناء
فهم الطفل وحاجاته ودوافعه يثمر في عملية التربية.
هذه الحاجات عوامل هامة في ضبط السلوك، حيث إنها تنشأ تحت ضغوط اجتماعية للثقافة التي يعيش فيها الفرد.
والتطور الاجتماعي للدوافع يؤدي إلى الفعل الإرادي وضبط النفس، ومن بين الدوافع الأكثر كمونًا والتي تعمل على ضبط أفعال الإنسان هو ما يستحث الثناء والمديح، وما يحرص على الهرب من النقد والتوبيخ. ويعتمد كل من الضبط والنمو الأخلاقي على هذه الدوافع الاجتماعية.
وإشباع الحاجات يتولد عنه شخصية إيجابية مرنة قادرة على الإنجاز والتفاعل مع الآخرين ، حسنة التوافق مع المواقف والصعوبات.
الآثار السلبية لعدم إشباع الحاجات:
إذا لم تشبع حاجات الطفل الفسيولوجية سبب ذلك إحباطًا أساسيًا من حاجات النمو الوجداني والاجتماعي وهي الحاجة للأمن.
  • عدم إشباع الحاجة للحب والعطف تؤثر تأثيرًا سلبيًا على نموه الجسمي والعقلي والوجداني.
  • إن عدم إشباع الحاجات الفطرية يعرّض الطفل للهلاك أو الأمراض.
  • عدم إشباع الحاجات النفسية يعرضه للاضطرابات والأمراض النفسية.
  • وعدم إشباع الحاجات الروحية يجعله عرضةً لأمراض القلب.
إن أفضل علاج في مثل هذه الأحوال يبدو في تعويض نقص التدريب أثناء الطفولة، وذلك بما يلي:
  • بناء رغبات قوية للحب والعطف والاحترام.
  • توفير الوسائل التي تشبع بها تلك الرغبات وأهمها زيادة وتقوية صلة الطفل بربه.
للمزيد من المقالات التدريبية المهمة والقصص التربوية المشوقة يمكنكم الضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق