الأربعاء، 28 أغسطس 2019

الاسرة والامن الفكرى

تلعب الأسرة الدور الأكبر في تنشئة الأطفال تنشئة اقتصادية سليمة ، فيتجسد أمام الطفل ما يسمى "القدوة الاستهلاكية " من خلال سلوك الأم وسلوك الأب  والتربية عملية شاملة تحتوي الأخلاق ، والإيمانيات ، والحلال ، والحرام ، وكذلك القيم الاقتصادية , وكلما تم غرس القيم مبكرا كانت أثبت وأنفع لدى الأبناء فالتربية في الصغر كالنقش على الحجر ، ومن شَبَّ على شيء شاب عليه ، ولقد اهتم سلفنا الصالح بذلك ، بل كانوا يُدرَّبون الأولاد منذ صغرهم على كيفية الكسب والإنفاق ، وإدارة الأعمال .. ويوضح الكاتب نزار رمضان أهمية تدريب الأطفال على ثقافة الاقتصاد ، وارتباطها بالتربية كونها جانباً مهما من جوانب  التربية الإيجابية.

ويعد البحث في قضية الأمن الفكري في الوقت الراهن من أنسب الأوقات, وأهم الموضوعات التي يجب أن توليها الدول عناية خاصة بالبحث والدراسة , فدافع الأمن والحاجة إلية يؤثر في جميع حاجات الانسان كما يتأثر هو بها , ولقد أصبحت الحاجة الى وجود أمن فكرى يحقق للفرد الاستقرار والتوازن النفسي وحماية معتقداته و مورثاته الفكرية والثقافية من التأثيرات والأفكار المنحرفة  من أهم متطلبات العصر الحالي

مفهوم الأسرة :

 هي نواة المجتمع تنشأ من علاقة زوجية على الوجه الشرعي من الذي من أهدافه تكوين أسرة أساسها المودة و الرحمة و التعاون و إحصان الزوجين و المحافظة على الإنسان؛ و هي الخلية الأساسية للمجتمع تتكون من أشخاص تجمع بينهم روابط مختلفة و مصالح مشتركة و الصلة الزوجية و صلة القرابة.

فالأسرة هي نقطة الإنطلاق المهمة التي يجب الإهتمام بها أولا من أجل أن نبني جيلا قويا قادرا على العطاء في زمن نحتاج فيه إلى الإنسان، و هو متسلح بالفضيلة و المبادئ السامية ليؤدي مهمته التي من أجلها وجد على الأرض.

أهمية الاسرة :

تعتبر الأسرة أهم خلية يتكون منها جسم المجتمع البشري إذا صلحت صلح المجتمع كله ، وإذا فسدت فسد المجتمع كله، في كنفها يتعلم النوع الإنساني أفضل أخلاقه  إذ فيها ينشأ الفرد وفيها ، تتطبع سلوكياته ، وتبقى أثارها منفوشة فيه ، يحملها معه ، ويورثها ذريته من بعده وتكمن أهميتها في الأمور الآتية:

1-هي أول لبنة في بناء المجتمع ،لأن الأسرة السوية الصالحة هي أساس الحياة الاجتماعية ، بل هي أساس المجتمع المتكامل، لأنه عبارة عن مجموعة من الأسر المتفاعلة .

2-تحقيق وظائف الإنسان الفطرية مثل غريزة البقاء، والتوازن في الدوافع الجنسية وتوثيق العلاقات والعواطف الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة .

3-تكسب الفرد اتجاهاته، وتكّون ميوله، وتميز شخصيته، وتحدد تصرفاته، بتعريفه بدنيه ، وعادات مجتمعه ولغته ، فيكون لها الأثر الذاتي ،والتكوين النفسي في تقويم السلوك وبعث الطمأنينة في نفس الطفل .

4-تعلم أفرادها كيفية التفاعل الاجتماعي بما تكسبهم من حرف تمكنهم من العيش في أمان مع المجتمع الذي ينتموا إليه .


دور الأب في تربية الأبناء :

الأب هو وتد العائلة كلها، ليس فقط من منطلق القوة الجسدية، ولكن على المستوى الوجداني أيضاً، لكن عادة ما تقوم الأم بأعباء التربية والبيت نيابة عن نفسها وزوجها، ولكن من واجب الأب أن يتواجد في حياة أسرته، وأن يتولى بنفسه القيام بمسئولياته.

تربية الأبناء مسئولية الأبوين:

  1. أهم حجرين في بناء الأسرة هما الأب والأم، من اليوم الأول.. دور الأم واضح بل وتتولى القيام بأمور أخرى طالما دعتها الحاجة للقيام بها، وبالنسبة لأغلب الآباء يفضلون أن يبقى دورهم بسيطا ذو مسئوليات محدودة جدا، وبعض الآباء يصبح كل دورهم وكأنهم ماكينة سحب النقود ولا شىء غير ذلك، بالنسبة للطفل.. كلا الأبوين مهمين، فكلاهما ضروريان لخلق مناخ آمن وجو من الحب والعطف.

  2. بمجرد أن تعلم الأم أنها حامل، تبدأ الاهتمام بدورها كأم وتنشأ علاقة الأمومة مع الجنين على الفور، من ناحية أخرى لا يشعر الأب بأي صلة بالجنين إلا بعد الولادة، وفي بعض الأحيان لا تأتي تلك اللحظة إلا متأخرا، عندما يستطيع الرضيع أن يقوم ببعض الحركات، التي تدل على الانتباه والتواصل، من المهم أن تنشأ علاقة مبكرة بين الأب وابنه لخلق بيئة آمنة للطفل، يشعر فيها بالثقة والحنان، ويشعر أن والده موجود بجانبه طول الوقت، وليس أن يكون الأب هو الشبح الذي تخيف به الأم ابنها عندما يقوم بتصرف خاطئ.

  3. تؤكد الدراسات أن الأطفال الذين حظوا بوجود دور فعال للأب في طفولتهم، تكون لديهم مشكلات سلوكية أقل من أقرانهم، ليس بالضرورة أن يعيش الأب في نفس البيت مع الأطفال، فقد يكون الأبوين مطلقين، لكن وجود الأب في حياة أبنائه عامل مهم جدا، الأبناء الذين يجدون آبائهم حولهم، يتميزون اجتماعيا ودراسيا عمن يفتقدون دور الأب.

للمزيد من المقالات التدريبية المهمة والقصص التربوية المشوقة يمكنكم الضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق